الانتخابات الأمريكية- تأثير عالمي يتجاوز حدود أمريكا.
المؤلف: خالد السليمان11.09.2025

لماذا يولي سكان المعمورة اهتماماً بالغاً بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة؟ ذلك لأن نتائجها وانعكاساتها تطال حياة الغالبية العظمى من البشر، فالولايات المتحدة ليست مجرد دولة ذات نفوذ عالمي ضخم، بل هي أقرب ما تكون إلى القيّم على شؤون العالم قاطبة!
لذا، يشاهد جموع غفيرة من مواطني الدول الأخرى المنافسة الشديدة بين المرشحين، ويدرسون برامجهم الانتخابية بتدقيق وتفحص، وكأنهم ناخبون مشاركون لا مجرد متفرجين، ولو تجسد الواقع بصورته الحقيقية، لكان من العدل أن يُمنح كافة سكان الأرض الحق في الإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية!
إن أمريكا لها تأثير بالغ على مسار الأحداث العالمية كافة، ولها كلمة الفصل في تغيير الاتجاهات، سواء كان ذلك بشكل علني ومباشر، أو بشكل خفي وضمني، ولا تستطيع أية حكومة في العالم أن تتجاهل أو تنكر أهمية الموقف الأمريكي وأخذه في الحسبان عند اتخاذ القرارات المصيرية، حتى الدول التي تعارض السياسات الأمريكية هي الأكثر تأثراً بتوجهات وسياسات أمريكا، فروسيا، على سبيل المثال، تغرق في مستنقع أوكرانيا وتحتفي بضم قرية صغيرة كل شهر، وذلك بسبب الرفض القاطع من قبل أمريكا لأهدافها التوسعية في أوكرانيا. والصين تشعر بوخز الموقف الأمريكي الرافض لسياستها تجاه تايوان. وهناك دول أخرى تكابد صعوبات جمة على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي بسبب سياسات الضغط والعقوبات الأمريكية، بينما تعيش كوريا الشمالية في عزلة تامة، لا تسمع فيها سوى صدى هدير صواريخها التي لن تصيب أهدافها المنشودة أبداً، وستنعكس آثارها المدمرة عليها في نهاية المطاف!
تمسك أمريكا بزمام الأمور في العالم وتسيره وفقاً لمصالحها الخاصة، سواء قامت بذلك بكفاءة عالية أو بطريقة أقل جودة، ولكن تبقى الحقيقة الثابتة أنها تمتلك القدرة على التأثير في مجريات الأمور وتحريك الأحداث، وهناك استراتيجيات وسياسات راسخة وبعيدة المدى متجذرة في العاصمة واشنطن، لا تتأثر كثيراً بتغير الرؤساء وتبدل الأحزاب، بينما تظهر بعض الاختلافات والتباينات في السياسات الداخلية والخارجية، مما يجعل هذه الانتخابات الرئاسية حدثاً مثيراً للاهتمام وجاذباً، وينقسم حولها المواطنون الأمريكيون ومواطنو العالم قاطبة، وكأنهم جميعاً ناخبون لهم الحق في المشاركة في هذا الحدث التاريخي!
